منتديات فضاء الانمي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات فضاء الانمي

منتدى فضاء الانمي


    الموت ... رعباً

    بنوته حلوة
    بنوته حلوة


    انثى عدد الرسائل : 96
    تاريخ التسجيل : 03/05/2008

    88 الموت ... رعباً

    مُساهمة من طرف بنوته حلوة الإثنين أكتوبر 06, 2008 4:25 pm


    تعودت الوحدة .. حتى أدمنتها ..!
    وكانت جل ساعاتها , تقضيها مع أفكارها وأحلام يقضتها , وهي تجتر ذكرياتها في الأيام الخوالي ...
    أيام كانت في غمرة الحب والسعادة والهناء مع رفيق حياتها .. زوجها الحبيب . رجل الاعمال , والمليونير الكبير , ذو الثراء الواسع ...
    وكيف كانت تحيا حياة مليئة بالسعادة والرخاء ....
    حتى أتى اليوم المظلم ..!! والذي أظلم حياتها بالكامل ... عندما جاءها خبر وقوع حادث مؤسف لزوجها الحبيب , وفارقت روحه الحياة على أثره ..
    وتركها وقد فارقتها السعادة .. من لحظة فراقه .
    وشيئاً فشيئاً ... جافت جسها الصحة , وأعتلاها المرض .. ووجدت نفسها أخيراً . مقعدة , تحت رحمة كرسي متحرك .. يساعدها على التنقل من مكان لاخر داخل شقتها الواسعة ...
    وها هي الآن ..
    سيدة كبيرة , متقدمة في السن ومقعدة ... ولكنها تملك من الأموال الشيء الكثير , مما أل أليها من زوجها الحبيب ..
    وكان جميع أقاربها والمقربين منها .. يتزلفون أليها ويقتربون منها للفوز بما تجوده به يداها الكريمتين ..
    ولكن ..؟!
    تفكيرهم كان لايخلو من فكرة التربص لساعة الحسم . والتي ستغادر عندها الحياة , لكي يستحوذوا على كل تلك الأموال الطائلة .. !!
    حيث كانت زياراتهم التوددية في الظاهر , يكتنفها سراً التفحص للأطمئنان على ما وصلت أليه أحوالها المتردية ...! ليستعدو لتلك الساعة الموعودة ..!!
    مع كل هذا ..
    و هي في غفلة عن كل تلك الافكار والحسابات ..!
    كانت لديها خادمة ..
    تقيم معها منذ زمن بعيد وبصورة دائمية . لكي تساعدها في حياتها , وتنظر في جميع طلباتها ..
    والآن ...
    وبعد أن جرجرت الشمس أذيالها , وغربت بتكاسل منذ ساعات , وأسدل الليل ستار الظلمة على الكائنات .. جلست هي في الصالة الفسيحة , على كرسيها المتحرك . تتطلع الى النار التي أخذت تخبوا في داخل الموقد .. وقد غمرتها السعادة والرضى , بعد أن قضت الساعات القلية الماضية مع مجموعة من ضيوفها من أقربائها المقربين , والذين يترددون عليها دائماً .. وقد غمروها بالسعادة .. بأحاديثهم البهيجة .. وبصورة خاصة .. أبن أختها . الشاب خفيف الدم , والذي يسكن في الشقة المجاورة لشقتها ..
    فأدركة أن هؤلاء هم أهلها وناسها , وكل ما تبقى لديها في هذه الدنيا ..
    شعرت بالاطمئنان .. وبرغبة . بتناول فنجان من القهوة , من البن المخصص لها ..
    ولكنها ..؟!
    الآن .. والآن فقط .
    أفتقدت وجود خادمتها المخلصة ..!!
    وظنت إنها أوت الى فراشها , تتلمس شيء من الراحة .. بعد أن أتعبها هذا اليوم والذي قضت ساعاته الأخيرة في خدمة ومتابعة طلبات الظيوف من الاقارب ...
    فأستثنت عن رغبتها في فنجان قهوتها , رحمة بالخادمة الوفية ... لتتركها تنعم بوقت من الراحة والأسترخاء ....
    ........
    وما هي إلا لحظات قليلة ...
    ورن جرس الهاتف .. بذلك الرنين المتتالي المزعج ..
    فحركت عجلات كرسيها المتحرك .. متجهة صوب جهاز الهاتف ..
    وقالت ... وهي تضع مسماع الهاتف على إذنها :
    _ نعم ...؟
    وجاءها الصوت من بعيد .. خافت كالفحيح ..!
    _ المليونيرة المقعدة ..؟
    صمتت السيدة للحظة من دون رد ... وعادت تتسائل بأستنكار :
    _ من المتكلم ..؟؟
    _ أنا القضاء العادل ..
    وبدون مبالات .. أغلقت الهاتف , وأنهت المكالمة .. وهي تستنكر هذه الأعمال الصبيانية ..
    وحاولت أن تبتعد بأفكارها عن هذه الواقعة , والعودة الى أحلام يقضتها الجميلة ..
    ولكن دون جدوى ..!
    فقد سيطر عليها الرعب من ذلك الصوت مخيف النبرات , الآتي من البعيد ..
    مما جعلها تجلس في كرسيها وقد أنحنى رأسها فوق صدرها .. علامة اليأس والقنوط ...
    وأفزعها .. رنين الهاتف المفاجيء ثانية ...
    وتطلعت الى الهاتف .. بتوجس وخيفة ...
    ولكنها ...
    أستعاذت بالله أخيراً , وأقنعت نفسها بأن المكالمة قد تكون من أحد مقربيها للأطمئنان على أحوالها ..
    وتوجهت الى الهاتنف وهي تزحف بكرسيها المتحرك بتباطيء ...
    ورفعت سماعة الهاتف بيدها المرتعشة الوجلة .. وقربتها من أذها وهي حائرة العيون زائغة البصر .. تتطلع نحو المجهول ...
    وقبل أن تنطق بكلمة ... سمعت ذلك الصوت الخافت كفحيح الافاعي .. وهو يقول :
    _ اليوم ستكون النهاية .. وهذه هي لحظاتك الاخيرة ..!
    وجمت للحظات ...
    وبخوف بالغ ... قالت متسائلة :
    _ من أنت ..؟؟
    _ ألم أقول لك ...! . أنا القضاء العادل .
    وعلى الرغم مما أعتلاها من الأرتباك , حاولت أن تستجمع شيء من شجاعتها الضائعة وهي تقول :
    _ يبدو أنك معتوه ... سأجعلك تدفع ثمن عبثك هذا .. بعد أن أكلم الشرطة بخصوصك ..
    وجاءتها من بعيد ضحكته المريعة وهو يقول :
    _ هههههه ... لن يتسنى لك ذلك , حيث سيتم فصل هاتفك بعد هذه المكالمة مباشرة ..ههههههههههه .
    ثم صمت الصوت .. وصمت الهاتف من بعده .. حيث قطعت المكالمة , وفصل الهاتف عن الحرارة فجأة..!!
    فتلبسها الخوف , بعد أن أدركت أن محدثها جاد فيما يقول .. وأن هناك شيء غريب سيحصل لها .. !!
    وبكل القوة التي أفرزها الخوف والفزع .. حركت عجلات كرسيها المتحرك , وأتجهت صوب حجرة خادمتها .. طالبة مساعدتها على عمل شيء . للحد من هذا الكابوس المخيف ..
    وبكل عنف .. دفعت باب حجرة الخادمة .. ودخلت مقتربة منها . حيث كانت الخادمة مستلقية على سريرها بسلام ..
    وحاولت إيقاظها بكل الوسائل , ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل .. حيث كانت الخادمة تغط في سبات عميق كما الموتى ... مما يبدو أنها قد خدرت بأعطاءها جرعة مركزة من مادة مخدرة .عن طريق شرابها ..
    وفزعت السيدة المقعدة .. حيث توهمت بأن خادمتها قد فارقت الحياة .. بل قتلت .
    وتأكد لديها الآن .. أن القاتل موجود معها في داخل شقتها , وقد تمكن من أن يصل الى الخادمة , ويتخلص منها .. وسيفرغ اليها الآن ... ومن المؤكد أنه يتربص بها من مكان خفي في داخل الشقة .. للنيل منها ..
    وبخوف كبير وبدون وعي . فتحت فمها ثم أغلقته عاجزة عن الكلام أو الصراخ , وبرزت عيناها من محجريهما ..
    وأخيراًتمالكت نفسها وأطلقت صيحة مدوية :
    _ لا ... لا .. لالالالالا ...
    عندها فهمت . بأن النهاية قد قربت ..
    وفكرت للحظات .. عن طريقة سريعة للنجاة , وقبل أن تقرر ما الذي ستفعله ..
    ساد المكان ظلام دامس ..!
    حيث قطع التيار الكهربائي عن الشقة بالكامل ..!
    أصبحت الآن تسبح في ظلام دامس , لاتسنطيع أن ترى أصابع يدها من خلاله ..
    فأرتعبت بشدة لشعورها وقد أصبحت الآن وحيدة مع ذاتها وضعفها , ومعزولة عن العالم بالكامل , ولا تستطيع معها أحد . فيما هي فيه ..!
    وبصعوبة .. خرجت من حجرة الخادمة متجهة الى الصالة . وكرسيها المتحرك يتعثر بقطع الأثاث في طريها .. من شدة الخوف والظلام المطبق المحيط بها ..
    وفكرت في التوجه الى باب الشقة , للخروج وطلب النجدة من أحد الجيران ..
    ولكنها توقفت ..؟!
    توقفت قبل أن تحرك عجلات كرسيها المتنقل .. حيث تنصتت الى صوت خطوات ثقيلة , تتسلق السلم ببطء من الخارج , وهي تقترب صوب باب شقتها ...!
    فأدركت .. بأنها خطوات الموت الزاحف أليها ...
    فتحاشت فكرت الخروج وطلب النجدة .. وصمتت في مكانها , وقد أستسلمت لفكرة أنها قد أصبحت في قبظة الموت ...
    وأخذ قلبها يدق بعنف مع كل خطوة من الخطوات المقتربت .. وكل ما أقتربت صوت الخطوات أكثر , كلما زادت دقات قلبها أكثر .. لأقتراب الموت منها . وأخذت تشعر بقلبها يرفس بين ضلوعها ..
    وشعرت وكأن قلبها قد سقط في صدرها .. عندما تسمعت الى أكرة باب الشقة وهي تتحرك بعنف ..!
    ومع أول هزة عنيفة للباب الخارجي لشقتها ..أهنز قلبها الضعيف هزته الأخيرة , وسكن جسدها سكونه الابدي , وفارقت روحها الحياة من شدة الخوف والرعب الذي أستولى عليها .. والذي لم يقوى قلبها العليل على تحمله ..
    وما هي إلا لحظات ..
    وأخذ الطرق يشتد على باب الشقة ..
    ثم رفست الباب بعنف , وفتحت عنوة ...
    ودخل ..؟!
    وبعد أن أنيرت جميع مصابيح الشقة ..
    توجه الى جهاز الهاتف مباشرة ..
    ورفع المسماع بيده , وأدار رقم المستشفى باليد الاخرى .. ونكلم :
    _ الو ... الطواريء ..؟
    _ .............؟
    _ توجد هنا حالة خطيرة ... يبدوا أنها حالة وفاة ..!!
    _ ........... ؟
    _ أنا ... أبن أخت المتوفاة .. فهي خالتي ..!
    ثم وضع سماعة الهاتف في مكانها , بعد أن زودهم بالعنوان ..
    وأخذ يتطلع فيما حوله بنظرات الفوز والأنتصار .. وعلامات الفرح بالثراء المنتظر ...
    .....................


    ...................... تمت .......................

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:28 am