السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من كلام السلف
حسنات المسئ تشفع له
وهاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو ان (الكبيرة) قديقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها مايلحقها بالصغائر ’ وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها مايلحقها بالكبائر بل يجعلها في اعلى رتبها.
وهذاأمر مرجعه الى مايقوم بالقلب ‘وهو قدر زائد على مجرد الفعل والانسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره.
وايضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الاحسان العظيم مالايعفى لغيره ويسامح بمالايسامح به غيره.
وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ يقول:انظر الى موسى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ رمى
الالواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها ، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ، ولطم عين ملك الموت ففقاها وعاتب ربه ليله الاسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه ، وربه تعالى يحتمل له ذلك كله ، ويحبه ويكرمه ، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة اعدى عدو له، وصدع بأمره ، وعالج أمتي القبط وبني اسرائيل أشد المعالجة ،فكانت هذه الامور كالشعرة في البحر.
وانظر الىيونس بن متة حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى، غاضب ربه مره فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له مااحتمل لموسى ولم يكن له من الاحسان والمحاسن مايشفع له، وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع، كما قيل : وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ، فالاعمال تشفع لصاحبها عند الله ، وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال الله تعالى عن ذي النون : {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون} الصافات 43/44 وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } يونس90 ’قال له جبريل : {الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين } لهذا من رجحت حسناته على سيئاته أفلح ولم يغرب ، ووهبت له سيئاته لأجل حسناته .
مدارج السالكين
ابن القيم (يرحمه الله)
اختكم..
من كلام السلف
حسنات المسئ تشفع له
وهاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو ان (الكبيرة) قديقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها مايلحقها بالصغائر ’ وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها مايلحقها بالكبائر بل يجعلها في اعلى رتبها.
وهذاأمر مرجعه الى مايقوم بالقلب ‘وهو قدر زائد على مجرد الفعل والانسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره.
وايضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الاحسان العظيم مالايعفى لغيره ويسامح بمالايسامح به غيره.
وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ يقول:انظر الى موسى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ رمى
الالواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها ، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ، ولطم عين ملك الموت ففقاها وعاتب ربه ليله الاسراء في محمد صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه ، وربه تعالى يحتمل له ذلك كله ، ويحبه ويكرمه ، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة اعدى عدو له، وصدع بأمره ، وعالج أمتي القبط وبني اسرائيل أشد المعالجة ،فكانت هذه الامور كالشعرة في البحر.
وانظر الىيونس بن متة حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى، غاضب ربه مره فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له مااحتمل لموسى ولم يكن له من الاحسان والمحاسن مايشفع له، وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع، كما قيل : وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع ، فالاعمال تشفع لصاحبها عند الله ، وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال الله تعالى عن ذي النون : {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون} الصافات 43/44 وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } يونس90 ’قال له جبريل : {الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين } لهذا من رجحت حسناته على سيئاته أفلح ولم يغرب ، ووهبت له سيئاته لأجل حسناته .
مدارج السالكين
ابن القيم (يرحمه الله)
اختكم..